اعتاد المزارعون في الماضي على أساليب الري التقليدية باستخدام الأنابيب التي تستعمل لرش المياه على المزروعات وبالتالي ضياع الكثير من الماء دون الاستفادة منه، لكن هل تم البحث عن بديل للطرق التقليدية في الري؟

 

نعم، فقد عمد الإنسان إلى التفكير في اقتصاد الماء عند ريّه للمزروعات، إلى أن توصّل أخيراً لطريقة الريّ بالتنقيط، وعلاوة على انّ هذه الطريقة في الري تعود بمردود كبير في الناحية الإنتاجية على المزارع، فهي أيضاً تحسّن الجودة وتوفر الأيدي العاملة بالإضافة إلى أنها تخفّض من كميات المياه المستهلكة مقارنة بالطرق التقليدية في الريّ . هذه الطريقة يمكنها أن تؤمن التوزيع المنظم لكميات المياه وتوصلها مباشرة إلى منطقة انتشار الجذر ليمتصها النبات، وأيضاً تقلل من فُرص فقد المياه أو تسربها من خلال التربة أو بواسطة التبخر حيث يمتصها النبات فوراً لقلة كميتها، وأيضاً توفر تجانساً وتشابهاً في أشكال وأحجام الثمار، نظراً لامتصاصها كميات متساوية من المياه والسماد، وتقلل من فُرَص نمو الأعشاب الضارة التي تُنافس النباتات، فالنبات يمتص كل الماء وتبقى التربة شبه جافة لا تسمح بنمو أعشاب طفيلية ، وهذا بالتالي يوفر في كمية المواد الكيماوية المستخدمة لمكافحة الأعشاب الضارة نظراً لندرتها، وتحتاج هذه الطريقة إلى خزان مياه ذي سعة مناسبة للاحتياجات المائية للموقع، وكذلك تحتاج إلى مضخة ذات سعة وضغط مناسبين، اما الفلتر فيؤمن لنا مياهاً صافياً وخالياً من العوالق أو الشوائب التي قد تسد الأنابيب وثقوبها،  

أما الأنابيب البلاستيكية فيتم اختيارها لتناسب حاجة المزرعة ويمكن استخدام أنابيب غير قابلة للصدأ، وأخيراً الأهواز او المنقطات التي توصل المياه إلى النباتات في الأماكن المحددة لريها، بذلك نكون قد ساهمنا بالإضافة إلى التوفير في تكاليف الري ساهمنا في استهلاك هذا العنصر الحيوي الذي قال فيه سبحانه وتعالى " وجعلنا من الماء كل شيء حي" صدق الله العظيم.

            

وبشكل عام فإن الأمور الواجب توافرها ليتم اعتماد نظام الري بالتنقيط هي التالية:

  1. مصدر المياه:

من الأفضل توفير مصدر دائم للمياه على مدار العام، والواجب معرفته أن مياه الأنهار (الترع) قد لا تتواجد على مدار العام وعليه يجب توفير مصادر أخرى دائمة للمياه. وعادة يتم النصح باستخدام خزانات مياه كبيرة الحجم ليتم تخزين كميات كافية من المياه فيها، حسب حجم المحصول.

 

  1. المحصول ونوعه:

من النقاط المهمة التي يجب مراعاتها في الزراعة أولاً قبل نظام الري هي نوع المحصول الذي سيتم زراعته، فهناك العديد من النباتات تحتاج لوجود مسافات بينها أكثر من غيرها من النباتات الأخرى، بالإضافة إلى كمية المياه التي تحتاج إليها، ينبغي معرفة نوع المحصول وحاجته للمياه تقدّر بكم؟

 

  1. خصائص التربة:

كما نعرف فإنه توجد أنواع مختلفة من التربة تختلف في خصائصها، مثل معدل التسرب والكثافة بالإضافة إلى العديد من الصفات الأخرى. لذلك ينبغي معرفة نوع التربة وخصائصها قبل البدء في استخدام هذا النظام في الري وذلك لتحديد النوع الامثل من المنقطات والمسافات بينها.

 

  1. على اطلاع بالأرصاد الجوية:

عند اختيار المنطقة التي سيتم فيها الزراعة واعتماد نظام الري بالتنقيط من الأفضل الاطلاع على سجلات الأرصاد الجوية الخاصة بالمنطقة حتى يتم تحديد فترات الري على أسس سليمة وصحيحة.

هل هناك أمور يجب مراعاتها عند اختيار المنقطات؟

نعم هناك العديد من العوامل التي من الأفضل الاعتماد عليها عند اختيار المنقطات وهي كالتالي:

  1. مقاومة لأشعة الشمس: وهذه إحدى النقاط المهمة خُصوصاً إن تم استخدام الزراعة المكشوفة، فينبغي أن تكون المادة المصنوعة منها المنقطات مُقاومة لأشعة الشمس.
  2. أن تكون ذات تصريف منتظم وثابت. وذلك حتى تحصل جميع النباتات على حصة متساوية من المياه.
  3. أن لا يتأثر تصريف المنقطات بدرجة حرارة الماء التي يمر بها.
  4. أن يكون تنظيفها سهلاً.
  5. أن يكون معدل الاختلاف في تصرف المنقطات أقل ما يمكن بتغير ضغط التشغيل.
  6. أن يكون مقطعها كبير نسبياً كي يتم تلافي انسدادها بالعوامل المختلفة.

 

 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
الرجاء تسجيل الدخول من هنا لتتمكن من اضافة تعليق