لماذا يحتاج النبات للأسمدة؟

الأسمدة هي عبارة عن الغذاء الذي يقتات منه النبات، وغالباً العناصر الغذائية التي يحتاجها النبات تقسم إلى قسمين: أولها هي العناصر الكُبرى وهي التي يحتاجها النبات بكميات كبيرة مثل النيتروجين والبوتاسيوم والفوسفور. وثانيها عناصر تحتاجها النباتات بكمية قليلة لكن هذا لا يُلغي أهميتها. بالإضافة إلى عناصر سنوية مثل المغنيسيوم والكالسوم وهذه تعمل على إضافة صفات الجودة للمنتج النهائي.

 

لماذا يُفضّل استخدام الأسمدة العضوية؟

كثيراً ما يخشى المزارعون أو من يملك حقلاً من اللجوء إلى الأسمدة الكيماوية وذلك بسبب اسمها الأخير " كيماوية" الأمر الذي يُعطي انطباعاً داخلياً مُخيفاً لديهم في أنّها قد تسبب الأمراض، لذلك عادة ما يلجئون إلى الطرق الطبيعية لتغذية محاصيلهم الزراعية وإمدادها بالعناصر الغذائية المطلوبة كي تُعطي نتاج ممتاز قد يدخل في مراحل لاحقة في الناحية الاقتصادية.

لذلك عمد الكثير من المزارعين لاستبدال الأسمدة الكيماوية بالأسمدة الطبيعية العضوية.

أهمية الأسمدة العضوية

ترجع أهمية الأسمدة العضوية إلى انّها تزيد من خصوبة التربة عند تحللها، حيث تعمل كمخزن لإمداد النباتات بالمواد الغذائية اللازمة لها، كما تعمل على تحسين خواص التربة نظراً لأنّ المادة العضوية تعتبر مصدراً للغذاء والطاقة بالنسبة للكائنات الدقيقة التي تعيش في التربة؛ حيث تعمل الكائنات الحية الدقيقة على تحليل المادة العضوية فينتج عن ذلك ما يُعرَف بالدُبال. الذي هو عبارة عن مجموعة من المواد الكربوهيدراتية المعقدة تعمل على لصق حبيبات التربة بعضها ببعض مكونة مجموعة أكبر حجماً مما يزيد من مسامات التربة الثقيلة ونفاذيتها ويحسن من تهويتها كما يحسن من كفاءة الصرف. بالإضافة إلى أنّه يزيد من كفاءة الأراضي الرملية وجعلها أكثر خُصوبة وقدرة على الزراعة فيها كغيرها من أنواع الترب الأخرى.

ما الذي ينتج عن المواد العضوية عند تحللها؟

العديد من الأمور المهمة للتربة تنتج من تحلل المواد العضوية مثل:

غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يذوب في الماء منتجاً لحمض الكربونيك الذي يعمل على تخفيض ال PH  للتربة؛ الأمر الذي يزيد من قابلية جذور النباتات لامتصاص بعض العناصر مثل الحديد والفسوسفور والمنغنيز.

كما أن تحلل المواد العضوية يعمل على زيادة الكائنات الحية الدقيقة مما يزيد من نسبة تثبيت نيتروجين الهواء الجوي ، بالإضافة إلى  أنّها تنتج مضادات حيوية أثناء نموها الأمر الذي يؤدي إلى القضاء على الكائنات الحية الدقيقة الضارة للتربة والنبات.

وأخيراً خفض نسبة ذوبان بعض العناصر الثقيلة في التربة مثل الرصاص .

ما هي أنواع الأسمدة العضوية:

تُقسّم الأسمدة العضوية بناء على مصدر الحصول عليها إلى قسمين:

أولاً: الأسمدة العضوية الحيوانية.

هي الأسمدة العضوية التي يتم الحصول عليها من مخلفات الحيوانات المختلفة مثل الماشية والبط والإوز والخيل والدجاج والأغنام والرومي .

وهذه الأسمدة يمكنها أن تمد النباتات بالنيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم بنسب متفاوتة. وبشكل عام فإن الأسمدة الحيوانية المنتجة محلياً تنخفض بعض العناصر فيها مثل النيتروجين وذلك يعود إلى عدم الاستفادة الكاملة من روث الحيوانات كالماشية والأغنام والخيل، بالإضافة إلى فقد بعض العناصر السمادية عند تجهيز السماد.

ثانياً: الأسمدة العضوية النباتية ( الخضراء)

الأسمدة النباتية هي محصول يزرع في الأرض لأغراض القلب في التربة وذلك بعد أن تبلغ النباتات طوراً معيناً من أطوار النمو. لكن ما هي أنواع النباتات التي يمكن استخدامها كسماد عضوي وما هي العوامل التي يجب مراعاتها عند اختيار النبات المناسب؟

 

ينبغي أن يُراعى في النباتات غزارة نموها كي ينتج عن تحللها كميات كبيرة من الأسمدة العضوية، والمفاضلة في هذه الحالة بين النباتات يأتي من كمية الأسمدة العضوية التي يمكن الحصول عليها من النبات، فالنباتات التي تنتج كميات أكبر تكون الأفضل في هذه الحالة.

والهدف من ذلك هو تحسين خواص التربة، وبناء على ما ذُكرناه سابقاً فإن النباتات الغير بقولية تنتج كميات كبيرة من السماد العضوي إن تمت مقارنتها بالنباتات البقولية

البرسيم واللوبيا والفول عبارة عن المحاصيل التي يمكن استخدامها كأسمدة عضوية.

ومن العوامل الأخرى التي يجب الأخذ بها عند اختيار نبات التسميد هي أن تكون سريعة النمو حتى يتم قلبها في الأرض سريعاً قبل زراعة المحصول المُراد، بالإضافة إلى أنه ينبغي ان تكون ملائمة  للتربة التي سوف تُزرع بها كي تُنتج كميات كبيرة وجيّدة من السماد العضوي، وتكون ملائمة مع المنطقة والموسم والعوامل المناخية المتوافرة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
الرجاء تسجيل الدخول من هنا لتتمكن من اضافة تعليق